الشرق الأوسط

السوداني: القتل على الهوية ظاهرة غريبة عند العراقيين


يعيش العراق أياما طائفية منذ نشوب الحرب العراقية في بداية الألفية إلى الآن. وبعدما عاصر العراق حرباً مع الأنظمة وآخرهم داعش الإرهابية، ليستمر العراق في مواجهة موجة جديدة من العنف. 

الأسلحة أصبحت داخل بيوت الشعب العراقي منتشرة. وحوادث القتل أصبحت كثيرة، والأهم هو قضايا الاغتيالات الطائفية المنتشرة في الشارع العراقي.

السوداني: التنديد بالتهجير على الهوية 

دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأحد، للتنديد بالتهجير على الهوية والطائفية والذي حول العراق إلى سوق للإرهاب “المروع”. مشددا على أن القتل على الهوية كان ظاهرة غريبة على العراقيين.

وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي أن جائحة الفساد تمثل المعركة الكبرى، مبينا أننا نسعى نحو الهدوء السياسي بعد الصخب.

وقال في مؤتمر حوار بغداد الدولي: “إن الثروة الوطنية ملك العراقيين جميعا، ونسعى لتحقيق كل الأهداف المرسومة”. وأضاف السوداني: “إن التحدي الأكبر هو استعادة ثقة المواطن عبر الإنجازات”.

وأعلنت القوات العراقية، السبت، القبض على متهم بقتل الأستاذ الجامعي عقيل الناصري، الذي اغتيل الجمعة، في ذي قار جنوب البلاد.

وقال قائد عمليات سومر، اللواء سعد حربية: “تم إلقاء القبض على المتهم بقتل الأستاذ في كلية التربية عقيل الناصري. بينما تجري ملاحقة الثاني الذي كان يستقل الدراجة النارية لحظة الاغتيال”، وفق ما نقلت الوكالة الرسمية “واع”. واغتال مسلحون مجهولون، الجمعة، الأستاذ الجامعي عقيل عبد الله الناصري، عندما أطلقوا الرصاص عليه قرب منزله ثم لاذوا بالفرار، في واقعة أثارت ضجة واسعة. وشهد العراق الشهر الماضي، موجة اغتيالات، بعد غياب جزئي دام عدة سنوات، وسط تحذيرات من تصاعد تلك العمليات، وانعكاس ذلك على الملف الأمني.

الأيادي الخبيثة

ويقول المحلل السياسي العراقي عباس الجبوري: إن ما ذهب إليه السوداني من الطائفية والتهجير حوَّل العراق إلى سوق من الإرهاب المروع للأسف الشديد، وهذا ما حصل بسبب الأيادي الخبيثة التي أرادت أن تعبث بالعراق واللعب على أوتار الطائفية، وهناك من جاء مع الدبابة الأميركية وصنع من نفسه بطلا من أجل أن يبتز العراقيين ويقلل من قيامهم، وللأسف بعض السياسيين الذين جاؤوا من الخارج وبعضهم جاء من أجل الثأر والانتقام والقتل وكانوا يتحدثون بعنف طائفي كبير. 

وأضاف الجبوري أن العراقيين المتحابين تجاوزوا هذه المحنة، وأعتقد أن جزءا من دخول الإرهاب العراق هو الطائفية التي كان يتاجر بها بعض السياسيين حتى يصلوا إلى المناصب وقدم العراق عددا من الشهداء في سبيل مقاتلة داعش وتحرير أرضه، ولكن هذا التحرير كان ثمنه باهظا جدا وأكثر من 90 ألف شهيد. ولذلك نعتقد أن الطائفية لم تعد موجودة في العراق وماتت عندما ينتهي التهجير القسري والقتل على الهوية.

وأضاف الجبوري: من جاء على الدبابة الأميركية متعطشين للدماء والعراق شعب متصالح ولا فرق بين سني وشيعي وكردي ومسيحي بالعكس هم أشبه بوردة تضم كل الألوان. ولذلك هذه المرحلة انتهت ويتعافى العراق من جديد.

سوق للإرهاب مروع وطمس حضارة العراق 

ويقول الدكتور عبد الكريم الوزان، الباحث السياسي العراقي، تأتي تصريحات السوداني عن التهجير والهوية والطائفية، وأن ذلك حوَّل العراق إلى سوق للإرهاب المروع هذا كلام كبير. وإذا ما طبق بالفعل فالعراق سيعود إلى وضعه القدير، فبمجرد غزو العراق عام 2003، والبروبوجاندا اتجهت نحو زرع الفتن والطائفية وقتل الناس على الهوية، كما قتلت الكفاءات وهجر بعضها، وهنا حصل انقسام شديد ما بين فئات الشعب، وكل هذا انعكس على الجانب الاجتماعي والجانب الاقتصادي بعد تفكيك النسيج الاجتماعي. 

وأكد الوزان أن السوداني يعلم أن هذا عمل وراءه دول بعينها تسعى إلى طمس حضارة العراق. ولا بد للرأي العام في ظل تطور وسائل الإعلام الحديثة أن ينفعل. ويقول كلماته الكبرى في إعادة رص الصفوف ووحدة العراقيين، ولا يمكن للحياة أن تتقدم إلا بوجود سلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى