إقتصاد

حكاية أب صناعة النفط الأمريكي.. جورج بيسل


لا يزال النفط هو المورد الوحيد الأكثر تأثيرا في التاريخ الحديث. حيث دفع عجلة التصنيع وبناء الدول وتقدم البشرية بشكل ملحوظ.

كانت صناعة النفط مسؤولة عن انتشال الملايين من الناس من براثن الفقر، ولم يترك الخام الأسود أي صناعة إلا ووضع علامة كبيرة عليها.

في حين أن تاريخ النفط يمكن إرجاعه إلى 3000 قبل الميلاد، عندما بدأ بناة بلاد ما بين النهرين في استخدام البيتومين لتقوية الطوب، بدأت قصة صناعة النفط الحديثة بالفعل في خمسينيات القرن التاسع عشر.

منذ ذلك الحين، حاول المستكشفون والمستثمرون والعلماء ترك بصماتهم على الصناعة. 

الأمريكي جورج بيسل، هو أحد الشخصيات المؤثرة في تاريخ صناعة النفط، ويطلق عليه اسم “أب صناعة النفط الأمريكي”.

يعتبر الرجل أول من أطلق الشرارة التي أشعلت مسيرة النفط من سائل غير مهم نسبيا كان ينضح من الصخور إلى أهم مورد على وجه الأرض.

أدرك بيسل أن “الزيت الصخري”، الذي رآه يتم جمعه بالخرق من أجل صنع الدواء، يمكن استخدامه في الواقع كمصدر للإضاءة.

تمكن هو وشريكه في العمل جيمس تاونسند من استخراج السائل بكميات تمكنه من منافسة دهون الحيتان و”زيوت الفحم” التي كانت تُستخدم للإنارة في المصابيح.

بعد التأكد من أن هذا “الزيت الصخري” يتمتع بالخصائص الكيميائية المرغوبة، أطلق بيسل وشركاؤه أول شركة نفط على الإطلاق، وهي شركة بنسلفانيا روك أويل.

قررت شركة بنسلفانيا روك أويل أن أفضل طريقة لاستخراج النفط هي الحفر باستخدام نفس التقنية التي تم تطويرها لحفر الملح، وفقا لـ”Oil price”.

وظفت الشركة إدوين إل دريك، وهو عامل سكة حديد عاطل عن العمل كان يقيم في نفس فندق جيمس تاونسند، لتنفيذ المشروع.

سافر دريك إلى قرية تيتوسفيل الصغيرة، وحصل على ملكية الأرض، ووظف ويليام سميث لمساعدته في الحفر.

في 27 أغسطس/آب عام 1859، استخرج الرجلان النفط لأول مرة في التاريخ.

هرع بيسل على الفور، وقام بشراء واستئجار أكبر عدد ممكن من المزارع، ليصبح أول من سيحقق ثروة من صناعة على وشك تغيير العالم إلى الأبد.

بالعودة إلى نشأته، نجد أن جورج هنري بيسل ولد في هانوفر، نيو هامبشاير في 8 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1821.

على الرغم من عدم وجود رجل أسس صناعة النفط الأمريكية، إلا أنه كان يعتبر أحد الآباء المؤسسين لهذه الصناعة المزدهرة.

كان جورج بيسل أول بارون نفط في العالم وقام بتشييد البنية التحتية اللازمة لدعم العملية بأكملها (بما في ذلك صناعة البراميل والسكك الحديدية والبنوك والفنادق والتأمين).

كان والد بيسل تاجر فراء توفي عندما كان جورج في الثانية عشرة من عمره، وفقا لـ”dartreview”.

منذ ذلك الوقت، اعتمد بيسل على نفسه ليشق طريقه في العالم، من خلال التدريس وكتابة المقالات للصحف، تخرج عام 1845 وحقق تميزا ملحوظا في الأدب واللغات القديمة والحديثة.

بعد التخرج، قام بتدريس اليونانية واللاتينية في أكاديمية نورويتش وعمل كصحفي أيضا.

في فترة لاحقة أصبح مديرا لمدرسة ثانوية ثم مشرفا على مجموعة من المدارس، مع حرصه على دراسة اللغات والقانون في أوقات فراغه.

في عام 1853، كان بيسل في نيويورك، يمارس القانون في وول ستريت، لم يتوقع أحد أن يصبح بيسل، أول بارون نفط في العالم.

لعب بيسل دورا أساسيا في بدء جنون النفط من تطوير الحقول النفط وخطوط السكك الحديدية.

مرض بيسل في عام 1878، ولم يغادر المنزل حتى وفاته في نوفمبر 1884، ودفن في هانوفر، نيو هامبشاير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى