مجتمع

مكاسب بالجملة لمبادرة إماراتية ملهمة


بادرة إماراتية رائدة وملهمة تستهدف تمكين شباب العالم وتفعيل دورهم في ملف مكافحة تغير المناخ، الذي يعد أكبر تحدٍ يواجه البشرية.

المبادرة أطلقتها رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” ضمن فعالية “الطريق إلى COP28 “. التي أقيمت في مدينة إكسبو دبي، الأربعاء، 15 مارس/آذار 2023.

وتتمثل المبادرة في إطلاق “برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ” وهو برنامج دولي جديد يهدف إلى تمكين الشباب للمشاركة بفعالية في تحقيق أهداف المؤتمر وذلك تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة الإماراتية التي تضع تمكين الشباب ضمن أولوياتها.

ويتضمن البرنامج تنفيذ أكبر مبادرة حتى الآن لتوسيع مشاركة الشباب من البلدان الأقل تمثيلاً في العمل المناخ في دول تعد الأكثر تأثراً بتداعيات تغير المناخ. وذلك عبر اختيار 100 شاب معظمهم من البلدان الأقل نمواً والدول الجُزرية الصغيرة النامية. للمشاركة في مفاوضات المناخ ومبادرات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ذات الصلة.

وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر COP28 في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023. وذلك تزامناً مع إعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار “اليوم للغد”.

وسيشهد مؤتمر COP28 أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس. مما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الآراء والاستجابة للتقارير العلمية. التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 للتقدم في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050. وسيسهم إنجاز الحصيلة العالمية في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية.

مبادرات نوعية

ومع استضافة دولة الإمارات لفعاليات مؤتمر COP2، بدأت الإمارات في إطلاق مبادرات نوعية لحشد الجهود وتبادل التجارب والخبرات تعكس في مجملها وجود إرادة قوية ورؤية. واضحة وخطة شاملة ومتكاملة بأن يكون مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 هو أنجح مؤتمر بيئي عالمي. عبر تحقيق أهدافه ورسم خارطة طريق للعالم لمواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ، بما يصب إجمالا في مستقبل أفضل للعالم والبشرية.

ضمن أحدث تلك المبادرات، تم الأربعاء، إطلاق أولى فعاليات “الطريق إلى COP28″، بهدف تعزيز الجهود الوطنية لرفع وعي مختلف شرائح المجتمع بأهمية دعم مبادرات حماية البيئة وإيجاد الحلول المناسبة لتحديات التغير المناخي.

وتعد هذه الفعالية محطة مهمة للشباب والمجتمع في مسيرة زيادة الوعي وحشد الجهود نحو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP28.

ويتماشى “الطريق إلى COP28” مع سعي المؤتمر إلى تعزيز وتسريع العمل المناخي العالمي من خلال تعاون كافة المعنيين وجميع فئات المجتمع من أجل تحقيق التعهدات التي قطعها العالم على نفسه من أجل الأجيال المقبلة.

خارطة طريق

وداخل تلك الفعالية الملهمة تم إطلاق مبادرة أخرى ملهمة تتمثل في “برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ”.

تفاصيل البرنامج تتضمن خارطة طريق واضحة وآليات محددة لضمان تحقيق أهدافه السامية، التي تتجاوز أبعد من نجاح أهداف مؤتمر COP28. إلى توفير مظلة مجتمعية شبابية مستدامة حول العالم لتعزيز العمل المناخي وحماية البيئة، في مبادرة جديدة ضمن جهود الإمارات المتواصلة لتعزيز الأخوة الإنسانية.

أيضا وفي خطوة رائدة، على طريق تمكين شباب العالم وتعزيز دورهم في العمل المناخي. سيختار البرنامج 100 شاب معظمهم من البلدان الأقل نمواً والدول الجُزرية الصغيرة النامية، للمشاركة في مفاوضات المناخ ومبادرات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ذات الصلة.

وسعياً إلى تضمين وجهات نظر الشباب ومقترحاتهم في عملية صنع السياسات المناخية العالمية، سيدعم برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ بناء المهارات والمعرفة وشبكات التواصل الشبابية، خاصةً في البلدان الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ للمشاركة في العملية المناخية.

كما سيقدم نموذجاً لكيفية احتواء الشباب في عملية مؤتمر الأطراف عبر رؤية هادفة لبناء هيكل مستدام ومنصِف لتعزيز مشاركة الشباب في جميع مؤتمرات الأطراف المستقبلية من أجل الأجيال القادمة.

وتحت إشراف رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، وفريق شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28، سيتم تنسيق جميع عناصر البرنامج على نحو مشترك مع المنظمات التي يقودها الشباب، بما في ذلك دائرة الأطفال والشباب الرسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “YOUNGO” .

وستتعاون شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28، مع منظمة YOUNGO من أجل تنفيذ أكبر مبادرة حتى الآن لتوسيع مشاركة الشباب من البلدان الأقل تمثيلاً في عملية المناخ.

 ومن خلال توليها مهمة رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف فستساهم في إعلاء أصوات الشباب العالمي، وتدعو إلى إصدار السياسات المعنية بهم في جميع مراحل منظومة عمل المؤتمر، بما يضمن منح الأولوية لبناء قدرات الشباب، وتلبية احتياجاتهم الواقعية، إقراراً من المؤتمر بالحاجة إلى تمكّين الشباب من النهوض بالعمل المناخي، والاستفادة من الأفكار والمهارات والقدرات الابتكارية لنحو ملياري طفل وشباب في أنحاء العالم.

مهام عديدة

وستقوم رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 بإنشاء منصات تربط الشباب بصانعي السياسات وصناع القرار، مما يضمن إعلاء صوتهم في العمليات المناخية المتعددة الأطراف.

ولتعزيز فرص البرنامج في تحقيق أهدافه سيكون الشباب المئة منوط بهم تنفيذ عدد من المهام من أبرزها:

• إجراء محادثات مع الشباب الآخرين المقيمين في بلدانهم قبل انعقاد الدورة الثامنة والخمسين لاجتماعات الجهازين الفرعيَين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمدينة بون الألمانية في شهر يونيو، ومؤتمر الأطراف COP28.

• المشاركة في فعاليات مثل الحلقات الشبابية للحوار المباشر مع صانعي السياسات.

• متابعة عمليات التفاوض الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على مدار العام.

•جمع المُدخلات والأهداف المشتركة من بلدانهم، والإسهام في بناء الخطة الاستراتيجية والرؤية السياسية لمؤتمر الأطراف.

• قبل مؤتمر الأطراف COP28 المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر لتغير المناخ للشباب (COY18).

• مشاركة بعضهم في بعض الفعاليات المهمة في أجندة المناخ، بما في ذلك الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الأطراف COP28 التي ستعقد في أكتوبر، والأسابيع المناخية الإقليمية للأمم المتحدة.

• المشاركة في مفاوضات المناخ ومبادرات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ذات الصلة بمؤتمر الأطراف COP28.

مكاسب بالجملة

التفاصيل تكشف أن مبادرة “برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ” تعد في حد ذاتها سلسلة مبادرات متداخلة تحقق أهدافاً ومكاسب بالجملة من أبرزها:

• تنفيذ أكبر مبادرة حتى الآن لتوسيع مشاركة الشباب من البلدان الأقل تمثيلاً في العمل المناخ مع أنه الأكثر تأثراً بتداعيات تغير المناخ.

• توفير مظلة مجتمعية شبابية مستدامة حول العالم لتعزيز العمل المناخي وحماية البيئة.

• تعزيز دور الشباب حول العالم كمساهم رئيسي في جهود مكافحة التغير المناخي من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة ويشمل الجميع.

• تحقيق تقدم فعليّ في مختلف مسارات العمل المناخي عبر رؤى وأفكار شبابية جديدة ومنح الفرصة للشباب لطرح وجهات نظرهم، وتقديم إبداعاتهم للاستفادة من المهارات والقدرات الابتكارية لنحو ملياري شاب في مختلف أنحاء العالم.

• تعزيز فرص نجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في تحقيق أهدافه.

• دعم مشاركة الشباب في جهود الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ من خلال التعاون مع دائرة الأطفال والشباب الرسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “YOUNGO”.

• تعزيز حضور وجهود الهيئات التي تخدم الشباب في منظومة العمل المناخي العالمي من خلال التعاون.

لماذا الشباب؟

وتعد تلك المبادرة هي الثانية التي تطلقها الإمارات خلال 3 شهور، بهدف تمكين الشباب وتفعيل دورهم في العمل المناخي.

وكانت الإمارات قد استحدثت في يناير/كانون الثاني الماضي دورَ رائد الشباب للمناخ، بتعيين شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ، رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28، في خطوة سترسخ أثراً مستداماً لمؤتمر COP28 وتضمن استمرارية الدور القيادي للشباب في المؤتمرات والفعاليات المناخية الدولية مستقبلاً وفي الممارسات الصديقة للبيئة.

التركيز على تمكين الإمارات للشباب وتعزيز دورهم في العمل المناخي يأتي لأكثر من سبب من بينها:

• حرص القيادة الإماراتية على تمكين الشباب وتحفيز مشاركتهم الفاعلة في جميع القطاعات إيماناً بطاقاتهم وقدراتهم.

• إيمان الإمارات بأن شباب اليوم هم قادة العمل المناخي في المستقبل وأن دورهم لا غنى عنه لمكافحة تغير المناخ.

• رغبة الإمارات في أن يكون COP28 منصةً مهمة لإسماع أصوات الشباب من جميع أنحاء العالم وإشراكهم والتفاعل معهم.

• الإمارات تحرص على بناء قدرات الشباب في الدول النامية وتعزيز دورهم في رفع الوعي بقضايا المناخ في دولهم.

• حرص الإمارات على نشر ثقافة الحوار عبر تشجيع الشباب من مختلف أنحاء العالم على تبادل الأفكار والتجارب والممارسات الناجحة بالتواصل مع أقرانهم من الشباب حول العالم بما يحقق المساهمة الفاعلة في تنمية مجتمعهم وطرح مشروعات صديقة للبيئة، وتقديم حلول لتحديات عالمية ملحّة كالتغيّر المناخي.

• إيمان دولة الإمارات بأن تغير المناخ قضية عالمية مجتمعية تحتاج إلى حلول تشمل مختلف فئات المجتمع من مختلف أنحاء العالم.

• تنفيذ توجهات وتعهدات رئاسة COP28 بأن تكون الدورة القادمة من مؤتمر الأطراف هي الأكثر شمولاً واحتواء للجميع.

نموذج ملهم

ويحظى الشباب باهتمام استثنائي من القيادة الإماراتية التي تحرص على تطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم، وتحفيزهم على العلم والمعرفة، باعتبار أن الشباب المتعلم والمؤهل أهم عناصر الثروة الوطنية، والعامل الأساسي للسبق في السير نحو المستقبل.

ولطالما عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عن الثقة بقدرات الشباب بعد أن “أثبتوا جدارتهم في كل ميادين العمل الوطني”. والتأكيد على الاعتماد عليهم في النهوض بمستقبل أكد أنه سيكون “أفضل وأكثر إشراقا وعزة”.

وتعد الإمارات نموذجاً يحتذى في تمكين الشباب، الأمر الذي عزز من الهوية الوطنية. وروح الانتماء والقيادة لديهم. وتقوم سياسة دولة الإمارات على الاستثمار في الإنسان خاصة الشباب كونهم الثروة والرافد الأساسي لمسيرة التنمية المستدامة.

وسبق أن خصص مجلس الوزراء الإماراتي منصبا لوزير الدولة للشباب. كما يشغل حاليا ما يزيد على 600 شاب وشابة مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية. فيما تعد دولة الامارات من أوائل الدول التي عملت على مأسسة عملية تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المسارات التنموية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى